مايجري حاليا بين البلدان الغربية ونظام الملالي يمکن وصفها بمعادلة مثيرة للسخرية والاستهزاء، إذ أن طرفي المعادلة ينتظران التغيير! البلدان الغربية کما يبدو تفاءلت بتنصيب دمية الولي الفقيه، مسعود بزشکيان، لکي يحقق لهم ثمة تغيير في موقف النظام لصالحهم، في حين إن نظام الملالي ومن خلال توجيه دميته بزشکيان، ينتظر من الغرب أن يقوم بتغيير في مواقفه ويقوم بإبداء ثمة ليونة وتسهيلات لصالح النظام!
في الحقيقة، فإن النظام وبعد أن أصبحت مزاعم الاعتدال في الاوساط السياسية الدولية بضاعة بائرة وکاسدة ولم يعد الاقبال والتعويل الدولي عليها متزايدا، فإن ظهور إشارات من أوساط غربية ترحب بقدوم بزشکيان وتعول عليه في المستقبل المنظور، مٶشر يجعل خامنئي ونظامه يشعرون بالغبطة والسرور ولاسيما وهم يواجهون واحدة من أکثر المراحل التي مر بها النظام صعوبة وتعقيدا وخطورة، ولذلك فهم يبحثون عن أي وسيلة وطريقة لضمان تأمين تخطيهم لهذه المرحلة التي تبدو حتى کأنها مصيرية بالنسبة لهم.
الاوساط الغربية التي رحبت بإنتخاب بزشکيان وعادت من جديد للتعويل على مزاعم الاعتدال في شخص بزشکيان، فإن ماقد ذکرته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بشأن هذا الدعي يفضح ماهيته ويکشف عن معدنه الحقيقي الردئ جدا عندم قالت:” بالطبع، كان بزشكيان نفسه قد أكد بالفعل أنه ذاب في ولاية الفقيه.لقد أوضح هو نفسه أن (إيماني هو أن أكون مخلصا للقائد).وأعلن مرارا وتكرارا أن قاسم سليماني (بطل قومي) وأكد: (ليس من المفروض أن نغير المسار) وتعهد بأنه يريد (تحقيق الأهداف التي ينصب عليها الولي الفقيه). وبعبارة أخرى، ما يأمر به خامنئي ويريده، فهو ملزم بتنفيذه.” وأضافت وهي تتحدث عن بزشکيان:” وكرر مرة أخرى: (مهمة أي حكومة تأتي ليست تغيير القضبان. ليس تغييرا في الاتجاه. بل السير في نفس الاتجاه كما كان من قبل)، واصفا هذه السياسة بأنها (السياسة العامة) لخامنئي وخطته وشعاره لهذا العام.”!
الصورة بالنسبة لبزشکيان تحديدا، هي کما يريد ويسعى النظام الى تحقيقه مع العالم في کل تعاملاته، وهو يجهد من دون کلل أو ملل من أجل جعل العالم عموما والبلدان الغربية خصوصا، يتعاملون مع النظام وفق سياق وإتجاه يصب في مصلحة النظام وليس العاکس، وإن التأريخ المشبوه لنهج الاحتيال المسمى کذبا بالاعتدال في هذا النظام يکشف ويفضح هذه الحقيقة ويٶکد دائما بأن نظام الملالي ينتظر تغيير المواقف من الغرب وليس العکس!